مخلوقة فى الكون مشرف
عدد الرسائل : 112 العمر : 37 مكان السكن : القاهره تاريخ التسجيل : 21/03/2007
| موضوع: شروط التوبة 2007-03-25, 8:17 pm | |
|
قال العلماء : التوبة واجبة من كل ذنب فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمى ، فلها ثلاثة شروط : 1- أن يقلع عن المعصية . 2- أن يندم على فعلها . 3- أن يعزم ألا يعود إليها أبداً . فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته . وإن كانت المعصية تتعلق بآدمى فشرطها أربعة : هذه الثلاثة ، وأن يبرأ من صاحبها فإن كانت مالا أو نحوه رده إليه ، وإن كانت حد قذفٍ ونحوه مكَّنهُ منه أو طلب عفوه وإن كانت غيبة استحله منها . ويجب أن يتوب من جميع الذنوب فإن تاب من بعضها صحت توبته عند اهل الحق من ذلك الذنب ، وبقى عليه الباقى . وقد تظاهرت دلائل الكتاب والسنة واجماع الأمة على وجوب التوبة : قال تعالى : (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) "النور:31" وقال تعالى : (استغفروا ربكم ثم توبوا إليه) "هود:3" وقال تعالى : (يأيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا) "التحريم:8"
وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"والله إنى لاستغفر الله ، وأتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة" رواه البخارى. وعن الأغر بن يسار المزنى رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإنى أتوب فى اليوم مائة مرة" رواه مسلم . وعن أبى حمزة انس ابن مالك رضى الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة -صحراء- فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها ، فأتى شجرة فاضطجع فى ظلها ، وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم انت عبدى وانا ربك ،أخطأ من شدة الفرح" رواه مسلم . وعن أبى موسى عبدالله بن قيس الأشعرى رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال :"إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " رواه مسلم . وعن أبى سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدرى رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال :"كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُل على راهب فأتاه فقال : إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له توبة؟ فقال : لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال : إنه قتل مائة نفس فهل له توبة ؟ فقال : نعم ومن يحول بينه وبين التوبة ؟ انطلق الى أرض كذا وكذا فإن بها أناس يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء ، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتام الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب . قالت ملائكة الرحمة : جاء تائباً مقبلاً بقليه إلى الله تعالى ، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيراً قط ،فآتاهم ملك فى صورة آدمى فجعلوه بينهم أى حكماً فقال : قيسوا مابين الأرضين فإلى أيتها كان أدنى فهو له ، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التى أراد فقبضته ملائكة الرحمة " متفق عليه . وفى رواية فى الصحيح " فكان الى القرية الصالحة أقرب بشبر ، فجعل من أهلها " وفى رواية فى الصحيح أخرى " فأوحى الله تعالى إلى هذه أن تباعدى ، وإلى هذه أن تقربى وقال : قيسوا مابينهما فوجدوه إلى هذه أقرب بشبر فغفر الله له " وفى رواية " فنأى بصدره نحوها"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ المصدر : رياض الصالحين للنووى - حكم العلامة الألبانى - من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين / باب التوبة . | |
|